مقارنة بين مجتمع راق ومجتمع فاسد

مقارنة بين مجتمعٌ راقٍ ومجتمع فاسدة! ߌኮ....................................... * مجتمع راق وقلوب فاسدة ولنأخذ أمثلة حيًّة على ذلك لتروا الفرق بين من فسدت قلوبهم مع الصلاح الظاهري في دنياهم! فأفسدوا في الأرض! فأذاقهم الله جزاء فعلهم! وبين من صلحت قلوبهم فأصلحوا في الأرض! فغيَّر الله أحوالهم! فأهل الغرب من كثرة الخيرات عندهم يَرْمُونَها في المحيطات!!! يحسب تجار الزبد في فرنسا وهولندا تكاليف تخزين الزبد، فيجدون أنهم سيخسرون بتخزينها، فيلقونها في البحر حتى يرفعوا السعر بتقليل المعروض منها! فلتأكل الأسماك ولا يهم إن تضور البشر جوعاً لتزيد الأرباح! وهم بلاد لا توجد عندهم مشاكل كمشاكلنا، فالبطالة محدودة ومن لا يعملون يستلمون إعانات كافية وتفرش بيوتهم، والعمل المضني يأخذون له من عندنا العمال بالبخس، ولا توجد أزمات سكن أو زواج أو مواصلات، فالخيرات متوفرة، فكل خيرات الدنيا عجَّلها الله لهم( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا) (20الأحقاف). ولكن لفساد قلوبهم! هناك ضِيقٌ في الصدور، وهناك شُحٌّ وأثرة وأنانية في القلوب وخصال ذميمة – أَمَرَ بِنَحْرِهَا والقضاء عليها علاَّم الغيوب- ولذلك نجد حياتهم كلها نكد في نكد!! ولا يظن أحدٌ أن حياتهم فيها سعادة لما يبدو من ظاهرها لعينه!، لأن الله قال فيها:( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) (124طه)، فمعيشته تكون ضنكاً على الدوام! ولذا تجدهم وإن كانوا متفوقين في أموال البنوك! وفي المظاهر الحياتية الحسيَّة الظاهرة .. إلا أنَّ عندهم ..: - أكبر نسبة من المصابين بأمراض نفسية وعصبية. - أكبر نسبة من حوادث الإنتحار! - أكبر نسبة من عقوق الأرحام والأقارب!!! - أكبر نسبة من حوداث الإغتصاب مع الإباحية الموجودة!. - أعلى نسب الأمراض الجنسية على الرغم من رقى ثقافتهم الجنسية كما يدَّعون! وبرغم التطور الطبي والعلمي الهائل! - أعلى نسب من حوادث القتل الفردي والإغتيالات! - أقل نسبة من الأمان في الشوارع وبالذات للنساء!! وأشياء أخرى كثيرة لا تحصى، ولكن ماسبق يكفي! وكلُّ هذا على الرغم من أن الخير عندهم في الجيوب موجود! لكن الخُلُق في القلوب مفقود! .. السخاء والجود .. والإخاء .. والحب .. والحياء ... وهو الأساس الذى يتحكم في خيرات الوجود كلها!! كلُّ هذا وأكثر غير موجود! فهل رأيتم حالهم!!! هل هذا ما نريده؟! أو ما نصبو إليه؟!! * مجتمع راق وقلوب صالحة أنظر إلى أصحاب حضرة النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم .... لتعرف تأثير صلاح القلب بالتربية الإيمانية في إصلاح الفرد .. ثم في صلاح المجتمع! كان الخير في المدينة قليلاً، والخلق والإحتياجات كثيرة!! ماذا فعل صلى الله عليه وسلم؟ ... ظلَّ صلى الله عليه وسلم يُوَسِّعُ في الصدور، ويداويها بمراهم القرآن وفيتامينات النُّور إلى أن أصبحت هذه الصدور كما يقول العزيز الغفور: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (9الحشر) فلم تعد هناك مشاكل بينهم، لأن الوسعة ليست وسعة الأقوات والأرزاق وإنما الوسعة التى ينشدها المصلحون والنبيون وسعة القلوب ووسعة الأخلاق وهى التى تتغلب حقيقة على ضيق الأقوات والأرزاق! .. فالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين اختارتهم العناية الإلهية وأعطتهم المراهم الربانية، والأنوار الإلهية، والأشفية الربانية، التي يعالجون بها في مصحَّاتهم قلوب إخوانهم وصدور الملتزمين بشرعهم ودينهم .. وكذلك فعل العلماء العاملين والعارفين والصالحين إلى يوم الدين. فهل استوعبنا المقارنة بين حالى المجتمع إذا صلحت قلوب أفراده حتى لو رقَّ حالهم؟ وما إذا فسدت قلوبهم حتى لو رقى حالهم؟ تلك هى خطوة الإصلاح الأولى التى ينبغى التحرك إليها حثيثاً في التوِّ، لأنَّ ما صرنا إليه اليوم في مجتمعاتنا هو أمر غنىٌّ عن التعليق! فمجتمعاتنا تقطَّعت الأواصر والصلات بين أهلها وتفسخت علاقاتهم!!! فهل يصحُّ أن يكون هذا حال مجتمع المسلمين؟ القائمين على دين الإسلام بين العالمين! هل نستمر على ما نحن فيه؟! أم ننشد التربية الإيمانية والإصلاح والتغيير والصلاح؟! فلننشد الإصلاح.