مسلم بغير عناء

إنه رحمن رحيم، فهذا كله لمن يرضى عنه الله، وهما نوعان: أولهما الله راضٍ عنه فسوف يحضره بالسياسة، والآخر الله راضٍ عنه ولكن سوف يحضره بالامتحان والمصائب والبلايا. كلاهما الله راضٍ عنه لأنه لو لم يكن كذلك لأنزلَ الحجاب على قلب هذا المُتَوَلِّى عنه وتَرَكَه {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} (الكهف49)، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (فصلت46). من نِعَم الله تعالى العظمى عليك أن جعلك مسلماً من غير عناءٍ منك، ولا بَحْثٍ، فالناس الذين أسلموا بذلوا مجهوداً - وهو مكتوب لهم عند الله - أما أنت فقد وُلِدت مسلماً ولم تبحث أو تعانى أو تُفَكِّر .. إلخ. أليست هذه نعمة كبيرة؟ إذًا كن مع الله دائماً فى جميع أحوالك. مَنْ لَمْ يُقْبِلْ عَلَى اللهِ بِمُلاَطَفَاتِ الإِحْسَانِ ربنا أرسل لك كل ذلك يُلاَطِفك ويقول لك: عبدى أطعنى تكن عبداً ربانياً .. عبدى أطعنى .. ولكن لا فائدة، إنه يُوَلِّى. قُِيِّدَ إِلَيْهِ بِسَلاَسِلِ الامْتِحَانِ سوف تُمْتَحَن، والامتحان صعب .. لأن به كرامة أو مهانة، فقد يكون هناك سؤال لا تعرفه أو سؤال قد نسيته، ولذلك من الناس من يرسب .. فنسأل الله السلامة.