دفاعا عن سنة النبي

تأملات قصيرة في القرآن والحديث دفاعاً عن سُنة سيدنا محمد ﷺ: بعض القنوات وبعض المتحدثين وبعض الذين يقصدون إثارة البلبلة ينالون من المقام السامي لرسول الله ﷺ وينال بعضهم من أمّنا السيدة عائشة رضي الله عنها ... وبعضهم الاخر سواء كان تحت عنوان حرية الكلمة واللبرالية والقومية والعلمانية والوطنية والعروبية يشككون في سنة الحبيب ﷺ . الرد
السريع لهولاء الذين ينكرون السنة كما وصفهم الرسول ﷺ وكانه يعيش بيننا: عن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يأتين أحدكم حديثي وهو متكئ على أريكته شبعان يقول :حسبنا ما وجدنا في كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالاً حللناه وما وجدنا فيهِ حراماً حرمناه ، إنما حرم رسول الله ما حرمهُ الله " وعندماتسألهم: لم تقولون انه لا حجية للسنة؟ فيقول لك من باب المنظرة: الله يقول في القران:"ما فرطنا في الكتاب من شيء" فيحسبه المستمع كلام منطقي صحيح الله ما فرطنا في الكتاب من شيء. هذا الذي يتكلم وذاك الذي يسمع أجهل من دابة في مضامين اللغة وفي سياق الايات وفي علم التفسير وإنما يجتز هذه الكلمات من هذه الصورة الكريمة ويضعها عنوانا لحجته، وهو لا يدري ما الناسخ وما المنسوخ ولا المحكم ولا المتشابه ولا المطلق ولا المقيد ولا الفاضل ولا المفضول ولا الراجح ولا المرجوح وغيرها من منازل السنة العديدة فيما يتعلق بعلاقتها مع القرآن الكريم. وكذلك لا يعلم هذا الجاهل باساسياتعلم النحو ولا اي من المحسنات البديعية او اي صورة من صور البلاغة.... فهو لا يعرف عن هذا كله فهو لم يكلف نفسه حتي الرجوع الي كتب التفسير ليرى تفسير هذه الاية. شأنه هو نفس شان الذي يفسر (ويل للمصلين) ويتجاهل بقية الايات. (ما فرطنا في الكتاب من شيء) انظر الي ما قبلها: {۞وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ۞} [الأنعام - الآية 38] أي : الجميع علمهم عند الله ، ولا ينسى واحدا من جميعها من رزقه وتدبيره ، سواء كان بريا أو بحريا ، كما قال : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] أي : مفصح بأسمائها وأعدادها ومظانها ، وحاصر لحركاتها وسكناتها ، وقال تعالى : ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ) [ العنكبوت : 60 ] يعني (ببساطة مستعينا ببعض الأمثال للتوضيح) : الله قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب مقادير الخلائق. فالعصفور الذي يخرج من بيضته لتوِّه في غابة في وسط نيجريا أو غابة في شمال مونتريال او في شجيرة في جنوب كيب تاون او في جبل علي الاطلسي في حدود كازابلانكا.... مكتوب عند الله متى يخرج هذا العصفور من هذه البيضة؟... وكم هو رزقه؟ وكم هي المدة التي سوف يحياها؟ وكيف يموت؟ إما في مصيدة صياد او بقنص صياد أو ان نسرا كبيرا سوف يلتهمه، او أنه يغرق في داخل المحيط ، او يهلك لان ثعبانا سوف يقتلعه من جحره و يلتهمه. العباد جميعهم ينطبق عليهم ما ينطبق على هذا العصفور... فمقاديرهم جميعا عند الله. وقوله:( إلا أمم أمثالكم ) أي : خلق أمثالكم .فالطير أمة ، والإنس أمة ، والجن أمة . أنّ لها خصائص لكلّ جنس ونوع منها كما لأمم البشر خصائصها ، أي جعل الله لكلّ نوع ما به قوامه وألهمه اتِّباع نظامه وأنّ لها حياة مؤجّلة لا محالة. وجملة : { ما فرطنا في الكتاب من شيء } أي: ما تركنا شيئًا إلا قد كتبناه في أم الكتاب (اللوح المحفوظ). وهي جملة معترضة لبيان سعة علم الله تعالى وعظيم قدرته. لكن الجاهل المتكلم ... العلماني المنحرف... اللبرالي الذي لم يقرأ والذي يستغل سذاجة المستمعين ياخذ بعضا من القران ويترك البعض الاخر ليضلوا به عن سبيل الله ويشككو في ثبات الناس في هذه السنة المحمدية. ==تامل وتفكر وفهم السنة (بإختصار شديد)== السنة بإيجاز لطيف هي البيان كما قال الله -سبحانه وتعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]. هذا البيان له أنواع: - قد يكون من باب تخصيص العام. - وقد يكون أيضًا من باب تقييد المطلق. - وقد يكون من باب تفصيل المجمل. بمعنى: أن يأتي في القرآن الكريم لفظ عام فيأتي في السنة ما يخصصه، أن يأتي في القرآن الكريم لفظ مطلق فيأتي في السنة ما يقيده، يأتي في القرآن الكريم لفظ مجمل فيأتي في السنة ما يفصله ويوضحه ويبين المراد منه.أمثلة: 1) مثال تخصيص العام: قال الله تعالى فيما يتعلق بالزكاة ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43]، أمر الله -سبحانه وتعالى- بالزكاة، والأمر بالزكاة أمر عام، يجب علينا أن نزكِّي كل شيء، ولكن جاء في السنة ما يستثني بعض الأشياء مما يدل على أنه ليس فيها زكاة كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»، فهنا دلنا على أن هذا القدر مخصص من ذلك العموم المذكور في القرآن. وكذلك قوله تعالى:" يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين..." فجاءت السنة فإثتثنت الأنبياء من الميراث، قال ﷺ: "نحن معاشر الانبياء لا نورث، ما تركناه صدقة" وكذلك القاتل لا يورث مثلا إذا قتل أحدهم والده لكي يرثه فلا يستحق الورثة. وكذلك أصحاب ملتين مختلفتين لا يرثون مثلا بن مسلم لا يرث اب كافر. كل هذا قد وضحته السنة. 2) مثال تقييد المطلق: كما قال الله -سبحانه وتعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا...﴾ [المائدة: 38]، هنا الحديث عن قطع اليد. فاليد في اللغة هي من المنكب إِلى أَطراف الأَصابع أي عبارة عن الاصابع والرسغ والمرفق والذراع (أو الساعد) والعضد (او الكتف). أي حسب فهم اللغة تقطع اليد كاملة من الكتف ولكن جاءت السنة وبينت ان السارق تقطع كفه فقط إذا سرق ما يساوي ربع دينار فصاعدًا. لانه جاء في السنة ما يخصص هذا العام، وهو حديث «تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدًا». فقيدت السنة هذا المطلق. 3) مثال تفصيل المجمل: أن الله -سبحانه وتعالى- أمر بالصلاة: "وأقيموا الصلاة"، ولكن هذا الأمر مجمل لا نستطيع أن نمتثله إلا ببيان، كيف نصلي؟ كم نصلي مرة في اليوم؟ نصلي خمس أو عشر؟ الصلاة الواحدة في اللغة معروفة أنها الدعاء، لكن كيف نصلي؟ ما شروط الصلاة؟ ما أركانها؟ ما واجباتها؟ ما سننها؟ ما هيئتها؟ أين نصلي؟ هل نصلي فرادى أو جتمعين؟ وما إلى ذلك من الأمور التي فصَّلها النبي ﷺ. كما ان السنة منشئة لأمور لم يذكرها القران ـ يقول ﷺ: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه) وحي متلو معجز ووحي غير متلو) فالوحي ثلاتة انواع: الاول القران (كلام الله معجرة الرسول) والثاني الاحاديث القدسية (كلام الله اوحاها الي الرسول ﷺ وليس من القران) والوحي الثالث كلام النبي ﷺ . قال تعالى:{۞وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى۞} ==مقام السُنَّة في القران الكريم== اما عن مقام رسول الله وسنته فقد بين القران في اوضاع كثيرة وجوب إتباعه وطاعته وحذر من مخالفته: - (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران - الآية 31 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء - الآية 59 - (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الاحزاب الاية 33 - (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء - الآية 65 سنته ﷺ محفوظة بحفظ الله عز وجل. كما حفظ القران حفظ السنة: "إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" فهنا المقصود الذكر بنوعيه الذكر المتلو المتعبد بتلاوته وهو القران الكريم والذكر الذي هو على لسان حبيبنا محمد رسول الله ﷺ . قال ﷺ: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وسنتي" هؤلاء المجرمون عندما يريدون حذف السنة وإبعادها عن القران الكريم.. فماذا بقي لنا؟ فالذي يشكك عنك في السنة قريبا سوف يشككون في ايات كتاب الله عز وجل. -{۞يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ۞} -{۞هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا۞} الفتح - الآية 28 احبتي كونوا واثقين ان السنة محفوظة ... وانه مهما اهال عليها هؤلاء الغبار فستظل شمس السنة الساطعة الي ان يرث الله الارض ومن عليها. (صَلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ والطيبونَ على المباركِ أحمدِ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } النجم : { 1-18 }