وترى الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين

                               

قال تعالى في سورة الكهف : ( وترى الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا * وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ) ..سورة الكهف [17 -18]

ففي هاتين الآيتين الكريمتين من المعجزات العلميه مايدير الرؤوس وتخشع له القلوب لمن أبصر و وعى وبيان ذلك مايلي :

أولا : قوله تعالي : ( وترى الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ) .. فيه بيان معجزة طبيه بينها الطب المعاصر حول الأشعه فوق البنفسجيه (ullravialet) التي تصدرها الشمس وهي تبلغ أشد حالاتها كثافه عندما تتعامد الشمس على الأرض وقت الظهيره ، ولها أثر ضار على أجساد البشر ؛ ولذا سن الإسلام القيلوله وقت الظهيرة 
والأيه مصرحة بأهل الكهف كانوا في فجوة منه تحميهم من الآثر المدمر لهذه الأشعه طوال ثلاثمائه عام هم فيها رقود ، وقد ظهر ذلك من لفظين :( تزاور عن كهفهم ) أي مالت وأنحرفت عن الكهف ( وتقرضهم ذات الشمال ) أي تجاوزتهم وتتركهم على شمالها ومن جمله اللفظيه مع اللفظ الثالث وهو قوله تعالى : ( وهم في فجوة منه ) مايدل على غاية البيان بحمايتهم من الأثر المهلك للأشعه فوق البنفسجيه .
فالأيه بأختصار تنبهنا بوضوح على هذه الحقيقه العلميه وهي أن الشمس إنما كانت تمس الكهف مسا رقيقا لتمام العمليات الحيويه لمن فيه مع الحمايه التامه من أثرها المهلك في حالة ما إذا ضربت الكهف بقوة كافيه لإحتراق أجساد أهل الكهف ..

المعجزة الثانيه في قوله تعالى : ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ) وهو ظاهر ومجمع عليه اليوم في جميع أقسام جراحه المخ والأعصاب أو الأمراض الباطنيه في العالم حيث دأب الأطباء على تقليب المرضى المصابين بعاهات عصبيه مزمنه كالشلل التام أو الشلل النصفي أوحتى من اضطروا لأسباب جراحيه أو مرضيه للبقاء على أسرتهم في المستشفيات لفترات طويله فلاغنى لهؤلاء جميعا عن التقليب على الأجناب حمايه لهم من مرض عضال ناجم عن الألتصاق دون حركه لفترات طويله وهو » تقرحات الفراش « هذه الحقيقه وهي التقليب ذات اليمين وذات الشمال ، وإن الألتفاف الدقيقه لهذه الحقيقه العلميه الطبيه جازم يأتي قول من لاتخفي عليه خافيه ، كما أن هذا التقليب كان محتما حتى تبقى الأجساد على حالتها دون ان تتأكل أو تتقرح توطئه لبعثهم الذي وعد الله تعالى به .
وقوله تعالى ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ) ظاهرة في أن عملية التقليب التي كانت مستمرة لم يكن يشاركهم فيها كلبهم لأنه بقي باسطا ذراعية بالوصيد أي أنه لايتقلب وفيها حقيقه علميه آخرى تفرق بين جلود البشر وجلود الحيوانات حيث لايحتاج جلد الحيوان للتقليب وذلك لصلابته وقوته فدلت الآيه بوضوح على هذه الحقيقه وهي الفرق بين أثر الأرض على جلد الحيوان وجلد الإنسان والقرآن العظيم أبدى هذه الحقيقه لبيان أن القصه كلها إنما هي حقيقه كبرى عرضها القرآن تذكرة وعبرة لمن يخشى ..